الوجدان الحضاري يبحث القيم المجتمعية دراسةً وإنتاجاً ونشراً
تشارك العديد من المراكز ومؤسسات المجتمع المدني في الدورة 27 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب لأول مرة، ومن بين هذه المراكز حديثة العهد مركز الوجدان الحضاري التابع لوزارة الثقافة والرياضة، ويهدف إلى نشر ثقافة القيم في المجتمع. عن رسالة وأهداف المركز وحول مشاركته في معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذا العام حدّثنا مدير المركز الباحث والمفكر القطري الدكتور جاسم سلطان في حوار خاص للموقع الإلكترونى للمعرض، مؤكداً من خلاله على أن المركز يسعى من خلال منظور ثقافي اجتماعي إلى بحث القيم المجتمعية والمفاهيم العامة بالدراسة والنشر، لافتاً إلى أن قيمة المركز الحقيقية ستكون عبر الإصدارات والدراسات والأبحاث التي سيقوم المركز بنشرها.
لمحة مختصرة عن مركز الوجدان الحضاري .. فماذا تقول؟
يعمل مركز الوجدان الحضاري في مجال بحوث القيم المجتمعية والمفاهيم من حيث الدراسة، الإنتاج والنشر، وقد تمّ تأسيسه وافتتاحه منذ فترة وجيزة من قبل وزارة الثقافة والرياضة كمركز علمي معرفي في الأساس يهتم بالقيم والمفاهيم التي تمثل أهمّ قضايا المجتمع ومفاتيح التطور الحضاري للأمم، ويتماشى مع رؤية الوزارة التي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية هي الجسم السليم، الوعي والوجدان، وسيقوم المركز بالمساهمة في تحقيق هذه الرؤية عبر خدمة فكرة الوجدان الحضاري التي تعتبر الركيزة الأساسية له، لذلك سنحاول تحديد المقصد من كلمة الوعي وما الذي يجب معالجته في المجتمع والمساهمة به من خلال إنشاء منظور ثقافي اجتماعي في قطر.
كما هو معلوم تمّ غلق مركز الإبداع الثقافي ودمجه مع مركز الوجدان الحضاري، فأي إضافة سيقدّمها المركز في الساحة الأكاديمية والبحثية؟
لا بد من التنويه للجمهور أنه لا توجد علاقة بين مركز الوجدان الحضاري ومركز الإبداع الثقافي من حيث التخصص والأنشطة والتوجه، ذلك أن الوجدان الحضاري يهتمّ بالمجال البحثي المعرفي والأكاديمي، في حين أن مركز الإبداع الثقافي كان متوجهاً للأنشطة الشبابية بالخصوص، ومن هنا لابد من من أن تكون الصورة الأساسية مكتملة وواضحة عن المركز لعامة الناس على أن لا أنشطة شبابية للمركز بقدر ماهي اهتمام بدراسة القيم الاجتماعية الأصيلة، وتوضيح المفاهيم التي تواجه الشباب والمجتمع وإيصالها لهم، لتكون صمام أمان مفاهيمي وقيمي داخل المجتمع من شأنه المساهمة في تعزيز الواقع الحضاري للمجتمع.
هل من إستراتيجية أو خطّة عمل معينة لمنافسة بقية المراكز البحثية الموجودة المحلية؟
قيمة مركز الوجدان الحضاري الحقيقية ستكون عبر الإصدارات والدراسات والأبحاث التي سيقوم المركز بنشرها، أي في الإنتاج الفعلي الملموس لا الوعود غير الملموسة التي يروج لها العديد من المراكز، إذ إن التوجه الأساسي لنا في المركز سيكون دراسة القيم الاجتماعية الأصيلة ونشرها، ومن هذا المنطلق قمنا في خطوة عمل أولى للمركز بحصر كل الدراسات المتواجدة عن المجتمع القطري والعمل عليها لإنشاء دراسة جديدة قيمية للمجتمع تشمل أهم الخطابات العامة والقيم الاجتماعية الموجودة في المدارس والمناهج التعليمية، وذلك لوجود ضرورة ملحة لدراسة المجتمع قيمياً لمعرفة طريقة تفكير وتوجهات الأفراد، خاصة أن دولة قطر تعدّ رائدة ومتميزة في مجال التعليم والتعليم العالي بوجود جامعات ومؤسسات تعليمية وطنية وأجنبية على مستوى عالٍ ومميز، لذلك يجب البحث في نوع القيم المغروسة للفئة التي درست في قطر، كخطوة ثانية سيتم إجراء دراسات علمية وصفية لجرد ومعرفة كل المعلومات السابق ذكرها ونتحول من الانطباعات إلى معلومات بحثية علمية ملموسة وعليه سنقوم في مركز الوجدان الحضاري باقتراح وتحديد الخطط المستقبلية ذات التحولات الأساسية.
وما رأيك في تواجد ومشاركة المركز في المعرض لهذا العام؟
معرض الدوحة الدولي للكتاب يعدّ فرصة أولى للتعريف بالمركز الذي أنشئ حديثاً للجمهور، خاصة أن العديد لهم دراية بالمراكز الشبابية والرياضية أكثر من المراكز الخاصة بالأبحاث، وسيكون المعرض فرصة هامة لتقديم المركز بصورته الصحيحة كمركز أبحاث ودراسات وتقديم أهدافه ورؤيته ومجالات عمله وبرامجه، وللتنويه سيكون للمركز إصدارات ودراسات لأكاديميين ومختصين من أنحاء العالم في ذات التوجه المحوري لمشروع المركز، ما سيخلق تراكمات إنتاجية تدعم فكرة مشروع القيم التي بدأت منذ أكثر من 15 سنة، كما سنشارك على هامش المعرض بثلاث ندوات تتطرق لمحاور مختلفة؛ الأولى ستكون اليوم الجمعة بعنوان بانوراما القيم رحلة مع الهوية والدين الساعة 7 مساء، كما سيكون الجمهور الإعلامي والرياضي بموعد مع بانوراما القيم رحلة الإعلام والرياضة يوم الأحد 7 مساء، بالإضافة إلى ندوة بانوراما القيم رحلة التربية والعلم، ومن بين أنشطة جناح المركز سيقوم فنان تشكيلي بتصوير لوحات تعكس الاتجاه القيمي وتجسد صورة عن الأحلام والطموحات التي ربما تتحقّق عبر الإصرار والتحدي.
————————————————-
المصدر: جريدة الراية القطرية.